مشروع ورقة خلفية للورشة التأسيسية: حول: الذاكرة والسرديات الأمنية: مشروع رؤية مغربية متجددة لفهم الأمن وإنتاجه
المركز المغربي للديموقراطية والأمن
ينظم بدعم من
المركز المغربي للعدالة الإنتقالية وإدراسة التقارير الدولية
ورشة تأسيسية حول موضوع
الذاكرة والسرديات الأمنية :
مشروع رؤية مغربية متجددة لفهم الأمن وإنتاجه
يوم الجمعة 16 ماي 2025 /الساعة 15 و 30 دقيقة .
بدار المحامي بالمحمدية
مشروع ورقة خلفية للورشة التأسيسية:
تنطلق مبادرة تنظيم الورشة التأسيسية حول”” الذاكرة والسرديات الأمنية / مشروع رؤية مغربية متجددة حول الأمن وإنتاجه “” من قناعة مركزية مفادها أن مسألة الأمن لم تعد تقتصر على مقاربات تقنية تُقَيِّم الأداء أو تقيس الفعالية، بل أصبحت تندرج ضمن معركة سرديات وصراع تأويلات، تتقاطع فيها الذاكرة الجمعية، والرموز السياسية، والوظائف الاجتماعية لمؤسسات الدولة.
فالأمن ليس معطى جاهزًا، ولا وظيفة محايدة، بل هو بناء رمزي مشحون بدلالات السلطة، والهويات، وموازين القوى. من هنا، لا يمكن الاكتفاء بتقييم السياسات الأمنية من داخل منطق “تحسين الأداء”، بل يجب مساءلتها من منظور نقدي-توقعي، يُعيد تشكيل الأسئلة ويقلب المسلمات:
من يُعرّف الأمن؟ ومن يستفيد من تعريفه؟
متى يتحول المواطن من فاعل إلى مفعول به؟ ومن المستفيد من هندسة الخوف؟
هل الأمن وُجد ليحمينا من العنف، أم ليُعيد إنتاجه بصيغ شرعية؟
ضمن هذا الأفق، تُطرح الحاجة إلى تجاوز المؤشرات الكمية والتشخيص الوظيفي، نحو تفكيك السرديات التي تُبرر العنف، وتُحوّل الحضور الأمني إلى طمأنة للبعض، وتهديد للبعض الآخر. فبين الشعور بالأمان والإحساس بالخطر، تتموقع الذاكرة كفاعل أساسي: ذاكرة القمع، وذاكرة المقاومة، وذاكرة اللايقين.
من الذاكرة إلى الحوكمة السردية
الورشة تؤسس لمسار يروم تفكيك السرديات الأمنية المهيمنة التي غالبًا ما تُخفي طابعها الانضباطي خلف خطاب تقني محايد. كما تسعى إلى بناء حوكمة سردية بديلة، تُنصت للأصوات المهمشة، وتُعيد الاعتبار لتجارب العيش اليومي، ولتمثلات الفئات الهشة تجاه السلطة.
إننا أمام لحظة تستدعي الانتقال من الأمن كأداة ضبط، إلى الأمن كعلاقة شرعية ومعنى مشترك. وهو ما يتطلب مساءلة الذاكرة الجماعية، وتحليل السيميائيات الأمنية، وتفكيك منطق التمثلات الرسمية حول الخطر والعدو، والمواطن والمشتبه.
الهدف الاستراتيجي
ليس الهدف فقط بلورة مؤشرات جديدة لتقييم الحكامة الأمنية، بل الأهم هو فتح أفق نظري وعملي لإعادة تخييل الأمن، بوصفه:
حقًا جماعيًا نابعًا من الذاكرة والمعاناة والتطلعات.
عملية اجتماعية-سياسية تُنتَج بالتفاوض والمساءلة، لا تُفرَض من أعلى.
فضاءً للثقة المتبادلة لا مجرد أداة للردع والرقابة.
إن إعادة إنتاج الأمن تمر عبر نقد أنماط السيطرة، ومساءلة التوازنات المؤسساتية، وتحرير الخيال السياسي، وهي مهام لا تنفصل عن رهانات العدالة الانتقالية، والتحول الديمقراطي، وضمان عدم التكرار.
محور منهجي: أدوات تحليل السرديات الأمنية
لفهم التحولات العميقة في تمثل الأمن، تقترح الورشة اعتماد أدوات منهجية تجمع بين:
التحليل السيميولوجي: لفك شفرات الرموز الأمنية في الخطاب والفضاء العام (الزي، الشعارات، الممارسات).
التحليل السردي: لتفكيك قصص الناس وتجاربهم مع الأمن، ورصد تحولات الوعي الجماعي.
تحليل التمثلات: لفهم صورة الأجهزة الأمنية في المخيال الاجتماعي، خاصة لدى الفئات الهشة.
التحليل التاريخي-الذاكري: لمقاربة كيف تؤثر ذاكرة العنف أو المقاومة في العلاقة الراهنة مع الأمن.
المقاربة المقارنة: لمساءلة الاختلافات بين الخطاب الرسمي والخطاب المجتمعي حول الأمن.
النتائج المنتظرة من الورشة
بناء قاعدة مفاهيمية حول العلاقة بين الأمن والذاكرة والسرديات.
تقاسم تجارب ومقاربات بديلة في إنتاج الأمن المجتمعي.
بلورة أرضية عمل نحو مشروع وطني لحوكمة سرديات الأمن.
خاتمة
ما نطمح إليه ليس فقط مساءلة ما هو قائم، بل فتح أفق لما يمكن أن يكون: أمن بلا خوف، سياسة بلا عنف، ذاكرة بلا رقابة. فالسردية التي لا تتغير، تُنتج واقعًا لا يُطاق. ومن هنا تبدأ مهمتنا المشتركة.