تقرير تقديم كتاب حول موضوع:ثورات الريع العربي ودينامية الفعل الاحتجاجي بالمغرب محاولة لتشخيص التحولات 2011 -2022
تقرير حول ندوة المركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية
حول تقديم كتاب: ثورات الريع العربي ودينامية الفعل الاحتجاجي بالمغرب محاولة لتشخيص التحولات 2011 -2022، للأستاذ عبدالواحد أوامن
نظم المركز المغربي للعدالة الإنتقالية ودراسة التقارير الدولية بشراكة مع المجلة المغربية للعدالة الإنتقالية وحقوق الإنسان، يوم الأربعاء 05 مارس 2025 على الساعة 22 ليلا عبر تطبيق الزوم، تقديم كتاب حول موضوع “ثورات الريع العربي ودينامية الفعل الإحتجاجي بالمغرب محاولة لتشخيص التحولات 2011 -2022“، للأستاذ عبدالواحد أوامن باحث في القانون العام والعلوم السياسية. وسير وإدارة الجلسة الأستاذ حاميد زيار عضو مؤسس للمركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية.
وقدم الأستاذ حاميد زيار أرضية المؤلف ، وتعريفه بهذا الكتاب من خلال تحديده الخطوط العريضة لمضامينه كأرضية للنقاش ، وأشار إلى انتقال الاحتجاج من الفضاء العام الى الفضاء الرقمي للتعبير عن الاحتقان الاجتماعي المتمثل في حركات المقاطعة، ثم انتقال الفعل الاحتجاجي إلى الفضاء الرياضي من خلال الالترات التي اتخذت من مدرجات الملاعب فضاء للإحتجاج وذلك بترديد الشعارات المعبرة عن المطالب والمناهضة للظلم والاستبداد ونقد السياسات العمومية. وركز على أن الكتاب يتناول محورين أساسين:
- المحور الأول: ثورات الربيع العربي
- المحور الثاني: التجربة المغربية من خلال رصد تجربة 20 فبراير
وأعطى المسير الكلمة للكاتب، الذي استهل مداخلته بشكر مقدم الندوة والمركز المغربي للعدالة الانتقالية والسيد الدكتور المصطفى بوجعبوط ، انطلق في عرضه للكتاب الذي هو عبارة عن مسارات احتجاجية بالمغرب الذي استمر قرابة عقد ونصف من الزمن.
واعتبر الكاتب أن الكتاب هو تتبع لمسار الاحتجاجات بالمغرب في فترة 2011 الى 2022 والتحولات التي شهدها المغرب.
يتناول الكتاب ثلاث فصول رئيسية:
الفصل التمهيدي:
يرتبط بالجانب المفاهيمي يتعلق بالربيع العربي والحركات الاحتجاجية وبروز مصطلح الربيع العربي إبان الاحتجاجات التي عرفتها تونس أواخر 2010، والتي امتدت إلى باقي البلدان العربية. لكن مصطلح الربيع العربي هو كمصطلح اعلامي اعتبر اقصاء وتمييز ضد العديد من الاطياف والمكونات التي شاركت في الاحتجاجات، مثال المكون الامازيغي والاكراد وباقي المكونات. وهناك من أطلق على هذه الحركات الاحتجاجية الربيع الديمقراطي وربيع الغضب. هذه التسميات هي دراسة مفاهيمية عبارة عن سلسلة من الأعمال لرفع مجموعة من المطالب تتعدد ادوارها ويوحدها شعارا واحدا، هو مطالب العدالة الاجتماعية، اسقاط النظام. إضافة الة مساهمة الطفرة الرقمية في هذه التطورات وفي تجدد الحركات الاحتجاجية وتنامي أشكال جديدة للاحتجاجات تهتم بالهوية. وختم الفصل التمهيدي بمقتربات نظرية في الحق السوسيولوجي ونظريات أخرى في كيفية معالجة الحركات الاجتماعية.
الفصل الأول السياق العام للثورات العربية
هو دراسة عامة لمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والتي مهدت للاحتجاج حيث يلاحظ أنه هذه الحركات تتشارك نفس الأسباب المتمثلة في الفساد والسلطوية والفقر وفشل في برامج التنمية، مما ساهم في تجدد الفعل الاحتجاجي عام 2018 مثال العراق لبنان الجزائر السودان .
كما تم تسليط الضوء على مطلب العدالة الاجتماعية الذي وحد الشعوب العربية والتي تدعو الى المساواة ومنح الحقوق الانسانية.
علاوة علي ذلك تم تسليط الضوء على الجوانب التي نجح فيها الحراك والجوانب التي فشل فيها.
تتمثل جوانب النجاح في اسقاط الخوف من الشعوب العربية وفتح نقاش حول مواضيع مرتبطة بالدين والايديولوجيات وما إلى ذلك.
تميزت هذه الحركات بعفوية الاحتجاجات وتجاوزها الحدود الجغرافية، حيث جسدت نظرية الدومينو مع سقوط النظام التونسي تبعه سقوط الأنظمة على التوالي، تونس مصر ليبا اليمن سوريا…
فيما تتمثل مظاهر الفشل في مساهمة هذه الاحتجاجات في حدة الانقسام الطائفي وانتشار الجماعات الإرهابية ك “داعش” وزيادة حدة الطائفية. وتجدد السلطوية وحالة عدم الاستقرار.
فرضت هذه التحولات تحديات مثل غياب القيادة ومشروع لم تتبناه الأحزاب السياسية، وغياب البديل والمشروع السياسي.
وظهرت الصعوبات الاقتصادية وحروب اهلية وسقوط المؤسسات الأمنية، وساهمت في الهجرة والنزوح، والانفلات الأمني ومحاربة الإرهاب، وصعوبة إعادة بناء المؤسسات.
تبني المقاربة الأمنية، وبروز التدخل الأجنبي في الدول التي سقط النظام بها خاصة في الحالة السورية وليبيا واليمن. مما ساهم في تراجع الديمقراطية واحياء السلطوية، حيث تم تجديد السلطوية بأقنعة أخرى، وأدى ذلك إلى تراجع منسوب الديمقراطية.
الفصل الثاني تناول الحالة المغربية.
في سياق بروز حركة 20 فبراير والتي ترتبط بنفس الأسباب التي شكلت العالم العربي غير انه ممكن ان نتناول سببين رئيسين :
- فشل السياسيات العمومية في التنمية.
- تراجع الدور التأطيري لآليات الوساطة التقليدية في المغرب ساهم في تأجيج الاحتجاج بالمغرب.
وهده الأسباب كلها ما زالت الى حد اليوم، حيث تراجع دور اليات الوساطة يساهم في تأجيج الاحتجاج والتي من الممكن تجنبها بالحوار.
الى جانب ذلك برزت الاحتجاجات في الفضاء الرقمي حيث ساهمت وسائل مواقع التواصل الاجتماعي في بروز الحركة حيث تم استخدام الصورة والفيديوهات نقل الاحتجاجات على الفضاء الرقمي داخل المغرب وخارجه. وأيضا شكلت الساحات والميادين فضاء الاحتجاج والاعتصامات.
بالمقابل كانت الدعوة الملكية الى الإصلاح السياسي، ولعبت دورا مهما في دينامية الإصلاح الدستوري والانتخابات التشريعية التي جاءت بحزب العدالة والتنمية الى الحكومة.
غير انه لوحظ تراجع الحركة التي تبنت قرارات كرفض الدستور، حيث تم سحب البساط من الحركة لعدة أسباب مقاطعة الأحزاب السياسية للحركة، وانسحاب جماعة العدل والإحسان من الحركة، وأيضا عدم القدرة على تدبير الخلافات الأيديولوجية داخل الحركة.
لكن رغم ذلك لم يتراجع زخم الاحتجاجات بالمغرب، وفي هذا الصدد نذكر احتجاجات الأساتذة المتعاقدين، وطلبة كلية الطب. وتعزى أسباب ذلك الى ازمة الحوار وغياب أو ضعف آليات الوساطة.
علاوة على ذلك أيضا تجدد الفعل الاحتجاجي من خلال حراك الريف لأسباب سوسيو اقتصادية واجتماعية لها علاقة بالتنمية. فكان حراك الريف ساحة للاحتجاج والتي فجرها مقتل يوسف فكري، غير أن تفاعل السلطة مع الاحتجاجات جاء بمقاربة امنية. فيما الأحزاب السياسية رأت أسباب الاحتجاج الى تراجع للمشاريع التنموية بالمنطقة.
و في النفس السياق انتقل الفعل الاحتجاجي الى باقي مناطق المغرب، حيث تجدد الفعل الاحتجاجي بجرادة ،التي كانت المطالب تتمثل في بديل اقتصادي يعفيهم من المعاناة مع آبار الفحم. وعرفت أيضا منطقة زاكورة احتجاجات بفعل شح المياه.
بالإضافة إلى ذلك تحول الفعل الاحتجاجي من الفضاء العام الى الفضاء الرقمي، وبرز سلاح المقاطعة للمنتوجات الغذائية للتنديد بغلاء الأسعار ومقاطعة المنتوجات الطاقية، وهو حراك من نوع اخر يشمل الفضاء الرقمي دون النزول الى الشارع للتصادم مع الأجهزة الأمنية .
علاوة على تحول الفعل الاحتجاجي من الفضاء الرقمي الى الفضاء الرياضي، نذكر مثال جماهير فريق الرجاء البيضاوي واتحاد طنجة ، والتي اعتمدت الرسم الغرافيتي والتيفوـ وترديد الشعارات تتضمن المطالب ونقد السياسات العمومية.
في ختام الندوة وفي إطار التفاعل حاول المتدخل التفاعل مع أسئلة المتدخلين والتي تمحورت حول مصطلح الربيع العربي الذي أثار الجدل كونه تمييز واقصاء لباقي المكونات، ثم سؤال حول هل زمن الثورات انتهى؟
- هل هو ” ربيع عربي” ام “ربيع ديمقراطي”؟ أم هما معا؟
- هل انتهى زمن الثورات؟
- هل حققت الثورات التي عرفتها تلك الدول اهدافها؟ أم حققت السلطوية من جديد.
- هل الثورات العربية نجحت في تحقيق الديمقراطية؟
- هل يمكن اعتبار الربيع العربي ظاهرة دورية في التاريخ العربي ام حدثا استثناءيا؟
- هل هناك أنماط اقتصادية وسياسية مشتركة بين الدول التي شهدت ثورات؟
حيث أجاب المتدخل بكون المصطلح فعلا أثار الجدل ويعتبر اقصاء لباقي المكونات، والمصطلح الذي أصبح الكثير يتبناه هو الربيع الديمقراطي، اما فيما يخص نهاية زمن الثورات فلا يمكن التنبؤ بذلك.