تقديم الكتاب الأول حول موضوع: ثورات الربيع العربي ودينامية الفعل الاحتجاجي بالمغرب

محاولة لتشخيص التحولات 2011-2022

بمناسبة الذكرى الثامنة (8) لتأسيس المركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية

ينظم المركز بشراكة مع: المجلة المغربية للعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان الدورة الثانية ل : “كتابي 2025”

تقديم كتاب:”ثورات الربيع العربي ودينامية الفعل الاحتجاجي بالمغرب: محاولة لتشخيص التحولات 2011-2022″

لدكتور عبد الواحد أوامن

تسيير الجلسة: زيار حاميد

يوم الأربعاء 05 مارس 2025 على الساعة 22 ليلا، عبر تطبيق الزوم CMJTERI2018 

ملخص الكتاب:

  • صاحب الكتاب: الدكتور عبد الواحد أوامن؛
  • الكتاب حول موضوع “ثورات الربيع العربي ودينامية الفعل الاحتجاجي بالمغرب: محاولة لتشخيص التحولات 2011-2022″؛
  •  تقديم الدكتور صالح النشاط أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-المحمدية، جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء؛
  • الناشر من لدن فضاء آدم للنشر والتوزيع؛
  • الطبعة الأولى 2024؛
  • يتكون الكتاب من 203 صفحة، ويضم فصلا تمهيديا وفصلين،

تناول الفصل التمهيدي المقاربة المفاهيمية والنظرية لمصطلح الربيع العربي والحركات الاحتجاجية، إذ عالج ماهية الربيع العربي والمصطلحات المشابهة له (الربيع الديمقراطي، الانفلات الشعبي…)، كما تطرق للإطار العام للحركات الاحتجاجية من خلال دراسة مفهومها وسياق نشأتها، أدوارها وخصائصها، إلى جانب مراحل تطورها وتنوع أشكالها، تم أبرز النظريات السوسيولوجية التي حاولت تفسيرها.

في حين يعنى الفصل الأول من الكتاب بالسياق العام لثورات الربيع العربي، حيث أبرز الباحث الواقع العربي قبل الربيع العربي من خلال مجموعة من المؤشرات التي تفسر حالة الاضطراب والاحتقان لدى المجتمع العربي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع موجتين من الاحتجاجات العربية 2011/2018، على إثر تظافر العديد من الدوافع السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبروز مطلب العدالة الاجتماعية كمطلب مشترك للثورات العربية، كل هذه المحددات أفضت إلى استخلاص العديد من النتائج والتحديات على المستوى الداخلي والخارجي.

أما الفصل الثاني، يناقش دينامية الحركات الاحتجاجية في سياق تحولات الفعل الاحتجاجي بالمغرب، انطلاقا من الفضاء العام مع حركة 20 فبراير إذ حاول الباحث إبراز سياق ودواعي ظهورها، ووسائل نضالها، إلى جانب التداعيات التي ترتبت عنها داخل المشهد السياسي، بالإضافة إلى دورها في دينامية الإصلاح السياسي (المراجعة الدستورية، الانتخابات التشريعية…) وتداعيات هذه الدينامية على مستقبل ومسار الحركة التي خفت نجمها. إلا أن الفعل الاحتجاجي لم يتراجع بفعل هذه الإصلاحات حيث شهد الفضاء العام العديد من الحركات الاحتجاجية المرتبطة بالأطر التعليمية، الطلبة، تلاميذ الثانويات… إلى جانب حراك الريف الذي شكل لحظة مجددة في الفعل الاحتجاجي، من حيث السياق والخلفيات التي انطلق منها، ومرتكزاته والأشكال النضالية المعتمدة فيه، ناهيك عن رد فعل السلطة السياسية (المؤسسة الملكية، الأحزاب السياسية، الحكومة…) مع مجريات الحراك. وفي نفس السياق امتد الفعل الاحتجاجي إلى مناطق أخرى، كحراك مناجم الموت بجرادة، وحراك العطش بزاكورة.

وعلى إثر التحول التي شهدته بينة السلوك الاحتجاجي، انتقل الاحتجاج من الفضاء العام إلى الفضاء الرقمي للتعبير عن الاحتقان الاجتماعي من خلال العديد من النماذج، كان أبرزها حركة المقاطعة، والاحتجاج في الفضاء الرقمي ضد:

  • مشروع قانون 22.20 المتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي.
  • تسمية بعض أزقة مدينة تمارة بأسماء سلفيين من المشرق.
  • قانون 04.20 المتعلق ببطاقة التعريف الوطنية الذي لا يتضمن حرف تيفيناغ، مما أعاد الجدل حول وضعية اللغة الأمازيغية.

وعلاقة بالأشكال الجديدة للاحتجاج، انتقل الفعل الاحتجاجي كذلك إلى الفضاء الرياضي من خلال مجموعات الألتراس، التي اتخذت من مدرجات الملاعب منصة للتعبير عن المطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، معتمدة في ذلك على خطاب احتجاجي قائم على رفع الشعارات وترديد الأغاني المناهضة للظلم والاستبداد، ونقد السياسات العمومية ذات الصلة باهتمامات الشباب.

بصفة عامة

يعتبر الكتاب إطارا لمساءلة الفعل الاحتجاجي المتغير والمتجددة في الزمان والمكان والإنسان، بعد اختمار تجربة الربيع العربي بعد عقد ونيف من الزمن السياسي والاجتماعي المضطرب، واختبار الفرضيات التي أطرته وساهمت في تفسيره وتحليله، في ظل تعدد دوافعه ومسبباته واختلاف نتائجه وتحدياته على النحو الذي أدى إلى تجدده في إطار موجتين متتاليتين.

وقد حاول المؤلِف من خلال هذا الكتاب الغوص في حقل استشكالي معرفي، تكتنفه العديد من الصعوبات المنهجية المعرفية، قائم على قضايا تتجاذب فيها إرادة المجتمع وإرادة الدولة، مما مكن المؤلِف من توصيف الفعل الاحتجاجي، ورسم معالم هويته، وتشخيص تحولاته المتجددة والمتطورة مع السياق الاجتماعي والسياسي.

وفي هذا الصدد، وقف المؤلِف في كتابه على دينامية الفعل الاحتجاجي، من خلال حراك 20 فبراير وحراك الريف وجرادة، وبعض الحركات الاحتجاجية الفئوية بالفضاء العام (حركات أساتذة التعليم بمختلف درجاتهم، حركات تلاميذ الثانويات، حركة انتفاضة الشموع، حركات طلبة كلية الطب..)، ورصد انتقال الفعل الاحتجاجي إلى الفضاء الرقمي تم الفضاء الرياضي للتعبير على حدة الاحتقان الاجتماعي.

ويؤكد المؤلِف، أن هذا الكتاب نتاج تراكم معرفي لما شهده العالم العربي منذ مطلع عام 2011 إلى حدود عام 2022، كما أنه يأتي في سياق المستجدات المتسارعة التي تشهدها دول الربيع العربي، ونخص بالذكر الملف السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد وتداعياته على المنطقة، إلى جانب الملف الليبي بعد بدء مسلسل المشاورات بين الفرقاء الليبيين لاستعادة الاستقرار.