تقرير حول الدورة التدريبية: الكتابة الأكاديمية: الأخطاء وتصويباتها
تقرير أشغال الدورة التكوينية حول موضوع: ” الكتابة الأكاديمية: الأخطاء وتصويباتها “، من تنظيم المركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الأمنية والأبحاث الدينية
في البداية ألقت كلمة الدكتورة كريمة الصديقي مسيرة الجلسة وعضوة مؤسسة للمركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية كلمة ترحيبية بالجميع وبالأخص الدكتورين المحاضرين كما قدمت إحاطة عامة عن الدورة وعن الدكاترة المحاضرين فيها، وألقت الضوء على أهمية الكتابة الأكاديمية في تجويد البحث العلمي. ثم إعطاء الكلمة للدكتور محمد جعفر وهو أستاذ باحث بكلية الحقوق بمكناس، والذي ركز على مكونات الخطة البحثية التي يجب أن تكون على الشكل التالي:
كما تطرق الأستاذ إلى الأخطاء التي يقع فيها الطلبة الباحثين بسلكي الماستر والإجازة والمتمثلة في الإشكالية التي يطرحها العنوان والذي يجب أن يكون واضحا ومفهوما أي أن لعنوان رسائل الماستر والدكتوراه شروط خاصة ليكون عنوان مميز وجذاب، وبالخصوص أننا نتحدث عن واجهة الرسالة، وأول ما ستقع عليه أعين القارئ، كما أن العنوان عامل رئيسي يؤثر على تقييم البحث، وعلى الموافقة المبدئية على خطة البحث، ومن أكثر الأخطاء الشائعة في صياغة العنوان نذكر، أن لا يكون العنوان معبر بشكل شامل عن موضوع البحث ومتغيراته ومباحثه الرئيسية.
فالعنوان يجب ان يعبر بدقة عن موضوع البحث ومتغيراته، وأن يحدد المشكلة الدراسية بشكل دقيق. وأن الخطأ في حجم العنوان الذي يجب ان يكون متوسط الطول يتجاوز الخمس كلمات، دون ان يتجاوز الخمسة عشر كلمة، لأن العنوان الطويل ممل ومنفر للقارئ، والعنوان القصير ليس كافيا للتعبير الشامل عن موضوع البحث ومباحثه الرئيسية، وكما ان استخدام المصطلحات او الكلمات القابلة للتأويل أو غير المفهومة من أكثر الأخطاء الشائعة في صياغة عنوان البحث العلمي.
كما حدد الأخطاء التي يجب تجاوزها منها الشكلية والمنهجية واللغوية والترقيم وعدم احترام اتجاه المتغيرات وكذا الأخطاء الإبستيمية. كما يجب احترام اتجاه المفاهيم وخطئ التناقض أو التعارض وخطئ المستخلص أو الملخص الذي يستنبط من المنهجية التاريخية أو غيرها، وهناك أخطاء المقدمة أو ما يسمى بالتمهيد أي وضع التعريفات، فالاهتمام بالمقدمة أمر ضروري، فهي القسم التسويقي للبحث الذي يظهر إمكانيات ومهارات الباحث العلمي، ومن الأخطاء الشائعة في كتابة رسائل الماستر والدكتوراه عدم الاهتمام بالمقدمة، وعدم الحرص على أن تكون مقدمة جيدة متكاملة العناصر، ومن أبرز الأخطاء الأخرى بالمقدمة نذكر:
إن الاختصار سمة المقدمة الرئيسية، وهو ما لا يحرص عليه الكثير من طلاب الدراسات العليا الذين نجد الكثير من الإسهاب والحشو في مقدمتهم البحثية. وكذا عدم الاهتمام بجذب القراء وإظهار إمكانيات الباحث العلمي، حيث يفترض إظهار جودة البحث من خلال المقدمة التي تكتب بكلمات سهلة ومفهومة، وعبارات مترابطة، ومتسلسلة، ومتدرجة منطقيا من العام الى الخاص.
وقد تطرق الدكتور جعفر كذلك إلى أخطاء الإشكالية للبحث بعدم صياغة مشكلة البحث بطريقة جيدة، قد يخطأ الباحث بطريقة صياغته لمشكلة البحث، فيقوم بصياغتها بطريقة خاطئة فيها مبالغة وتهويل بشكل كبير، كما قد يدخل الباحث في بحثه عددا من المفاهيم تكون بعيدة بشكلها عن المعنى المطلوب، وكأن يقوم بذكر تعريفات ومعلومات من مصادر لا يوثق بها علميا، وأن يقوم بتكرار التعريفات بشكل كبير في البحث بدون وجود داع لذلك، فيخلط بين التساؤلات والفرضيات، أو أن تكون تساؤلاته معروفة الإجابة، وبالتالي فلا تصلح لأن تكون مشكلة البحث.
وبعد ذلك تم إعطاء الكلمة للدكتور زكرياء أقنوش وهو أستاذ جامعي بكلية متعددة التخصصات بالراشيدية ورئيس المركز المغربي للدراسات الأمنية والأبحاث الدينية بصفته محاضرا، والذي تطرق بدوره إلى الأخطاء التي يقع فيها الطلبة الباحثين في سلك الإجازة والماستر والدكتوراه حيث قال أنه من خلال ما لوحظ في البحث من أخطاء شائعة يقع فيه الطلبة وركز بالأخص على أن الطالب لا يفرق بين المنهج والمنهجية حيث أن المناهيج هي مجموعة من الآليات التي يستعملها من أجل جمع المعلومات أو تحليل تلك المعلومات لكي يصل إلى نتيجة معينة، والمنهجية هي طريقة كتابة وصياغة تلك الأفكار ليحترم تلك المواد المدرس.
وثاني الأخطاء هي الفرضيات بحيث أن الطالب يكتبها بشكل عشوائي لا بشكل علمي ويضع بعض الجمل التي يعتبرها أنها أجوبة مؤقتة لصياغة الإشكالية، والخطأ الثالث والذي أصبح الطلبة الباحثين يقعون فيه وهو ما يسمى بالصيحات العلمية مثلا من سنة 2005 إلى 2012 الانتقال الديمقراطي وبعد سنة 2012 كل الطلبة الباحثين يعملون في البحث على الربيع العربي وإشكالية بين الإسلاميين، السلطة والجهوية الموسعة.
وهناك إشكال آخر وهو ما يسمى بالريسوكلاج أي أن الطلبة في جميع الجامعات يقومون بتجميع معلومات بدون خيط نابض بين الإشكالية وتلك الأطروحة التي يشتغل عليها بتنسيق مع مؤطره. ثم إشكالية المنهجية التي يعتمد عليها الباحث مثلا المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والمنهج النسقي إلى أخره وطريقة الانتقال من منهج إلى آخر وكيف نعتمد على تلك الوثائق التاريخية وكذلك على تلك المدرسة الوضعية أو المدرسة الفرنسية، بحيث أن الطالب يكون غير مؤطر عن تلك المناهج السالفة الذكر وهدفه هو أن يكمل تلك الأطروحة عن ثلاثة سنوات أو الماستر في سنتين لا يهمه احترام القواعد العلمية لذلك.
والإشكال السادس هو كيفية اعتماد النظريات مثلا عندما أقرأ كتابات أو أطروحات في علم الاجتماع، واعتماد المنهج العقلاني لفيبر والمنهج الشمولي لدوركايم أو منهج الصراع الطبقي لي ماركس، والمنهج العلمي له ثلاثة أهداف معروفة أن يأتي بفكرة جديدة أو شرح فكرة كانت غامضة أو دحض فكرة وبالتالي هذا هو الهدف من البحث العلمي. والإشكال الأخر هو الإطنان فجودة البحث العلمي لا تقاس بعدد الصفحات، بالعكس أن بعض الأطروحات التي مرت في التاريخ نجد فيها 90 صفحة ولكن نجد فيها كل ما هو مطلوب وتجدها مقسمة بطريقة صحيحة مثل الأقسام والمباحث والمطالب، وفي الأخير ختم الأستاذ بتوصيات للطلبة الباحثين لتجنب الأخطاء الشائعة في الأطروحات وأعطى بعض الأمثلة لي ذلك مثل بعض الكتب التي يجب الاعتماد عليها.
بعد ذلك قامت الأستاذة كريمة الصديقي مسيرة الجلسة بتجميع مختلف الأفكار الواردة في المداخلتين الأولى والثانية، وفتحت الأستاذة النقاش من جديد في شقه المتعلق بالتعقيبات على أسئلة المتتبعين على مواقع التواصل الاجتماعي:
التعقيب الأول: للأستاذ محمد جعفر، من خلال الإجابات التالية:
سؤال الصياغة الأكاديمية على مستوى:
- صياغة الفرضيات، حيث اعتبر أن الفرضيات تنبني على متغيرين، بينما السؤال فينبني على متغير واحد؛
كما نبه الى ضرورة تجنب الأخطاء المرتكبة في صياغة الفرضيات، أجملها في التاآت الثلاث (الفرضيات التأكيدية – الفرضيات التقديرية – الفرضيات الاستفهامية)؛
- الأصالة في البحث العلمي، حيث فرق بين الأصالة والرداءة، واعتبر أن عندما تكون الفكرة جديدة والصياغة جديدة، هنا نتحدث عن الأصالة، وما دون ذلك فيدخل في صلب التكرار وإعادة انتاج نفس الشيء؛
- الدراسات السابقة، حيث اعتبر أنها ليست ترف فكري بقدر ما هي إمكانية تتيح للباحث اختيار الإشكالية بشكل دقيق، تمنعه من عدم انتاج نفس الشيء، ومعه يتحقق التراكم المعرفي والبحثين كما تناول في هذا الإطار الأخطاء التي يجب على الطالب تجنبها في استعراضه لهذه الدراسات السابقة والمتمثلة في ضرورة تفادي النفي القطعي بعدم وجودها أو نذرتها أو الجزم بوجود دراسة وحيدة، كما دعا الى ضرورة أن يكون التناول على هذا المستوى تصاعديا من الأحدث الى الأقدم؛
- إشكالية توظيف المقاربات النظرية، حيث اعتبرها أنها ليست من باب الحشو، ويفضل ضمنها اعتماد المفاهيم والمصطلحات المعتمدة في النظرية/ النظريات المختارة وكذلك التقيد بمناهجها؛
- الأهداف المرجوة من البحث، لخصها المعقب في ثمانية (8) وهي: (اختراع معدوم – تكميل ناقص – تبيين خطأ – تعيين مبهم – تهديب مطول – جمع متفرق – تفصيل مجمل – ترتيب مختلط).
التعقيب الثاني: للأستاذ زكرياء أقنوش، ركز خلاله على عينة الدراسة، واعتبر أن:
- اختيار العينة يسبقه اختيار المنهج؛
- لمتغيرات البحث علاقة مباشرة مع اختيار العينة، كما أن تحديدها وتحديد حجمها يساق من الدراسات السابقة، واعتبر أن الاختيار يمر بمراحل أربع وهي (تحديد عينة البحث – تحديد أفراد المجتمع الأصلي للدراسة – تحديد متغيرات الدراسة – درجة الدقة المطلوبة والمتمثلة في تحديد عدد أكبر لأفراد العينة…)؛
واختتمت الدورة التكوينية في جزئها الأول حوالي الساعة الحادية عشر والنصف ليلا.